مع تطوّر الوسائل الرقمية كل مدّة تظهر لنا منصة تواصل اجتماعي جديدة، وصارت من أهم ممارساتنا اليومية هي قضاء وقت طويل على منصات التواصل الاجتماعي.
والجدير بالذكر أن هذه المنصات يستخدمها الملايين حول العالم للتواصل، ومشاركة الأفكار، والبحث عن المعلومات. ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه: هل يمكننا اعتماد هذه المنصات مصدرًا موثوقًا للبحث عن المعلومات؟
سرعة وآنيّة.. تتطلب البحث ثم التأكد ثم المشاركة
تتسم منصات التواصل الاجتماعي بالسرعة والآنيّة في نقل الأخبار والأحداث ومشاركة الأفكار والمعلومات والإحصائيات وغيرها، ولكن علينا التأكد من موثوقية الجهة التي نشرت المعلومات ومصداقيتها في طرح أفكارها وتوجهاتها، على سبيل المثال: طالب جامعي يبحث عن مواعيد التسجيل في الجامعات عبر منصة تيك توك، ويجد حسابات عديدة نشرت أوقات مختلفة لبدء التسجيل، هنا على الطالب أن يغيّر المنصة التي يبحث من خلالها ويتجه إلى حسابات الجامعات عبر منصة إكس أو عبر مواقعها الإلكترونية أو عبر الصحف الإخبارية المعتمدة. في هذه الحالة اتخذ الطالب خطوات للحصول على المعلومات الصحيحة ومشاركتها الآخرين، حتى لا يتعرض للاحتيال بدخول روابط مشبوهة أو أي ضرر آخر!
كيف تزيد من موثوقية منصات التواصل الاجتماعي أثناء البحث عن المعلومات؟
- التحقق من المصادر
عند العثور على معلومة، ابذل جهدًا في الوصول إلى المصدر الأصلي لها. واحرص على المنصات التي توثق مصادرها بوضوح.
- متابعة الخبراء والمختصين
الاعتماد على الحسابات التي يديرها مختصون في مجال البحث أو الصحافة أو الأكاديميون يعزز من موثوقية المعلومات.
- استخدام أدوات التحقق
توجد أدوات وتقنيات على الإنترنت تتيح التحقق من صحة الأخبار والمعلومات، مثل خدمات التحقق من الأخبار Fact-checking التي تقدمها بعض المواقع الموثوقة.
إيجابيات وتحديات البحث عبر منصات التواصل الاجتماعي
الإيجابيات تتمثل في:
- الوصول السريع والمباشر إلى المعلومات
توفر منصات التواصل الاجتماعي إمكانية الوصول السريع إلى الأخبار والمعلومات، حيث يقوم المستخدمون بمشاركة أحداث العالم في الوقت الحقيقي. يمكن للباحث الوصول إلى محتوى متنوع يشمل آراء الخبراء، المقالات الأكاديمية، والتقارير الإعلامية في دقائق.
- تنوع المصادر
على هذه المنصات، يمكن للباحثين الوصول إلى وجهات نظر متعددة من مختلف الأفراد حول العالم. هذا التنوع يمكن أن يساعد في تقديم صورة أكثر شمولية وعمقًا حول الموضوع محل البحث.
- التفاعل والمناقشة
يمكن للباحثين التفاعل مع المحتوى ومع الخبراء أو المستخدمين الآخرين، مما يتيح لهم الاستفسار عن التفاصيل أو مناقشة المعلومات وتعميق فهمهم للموضوع.
- استخدام الأدوات التحليلية
توفر بعض المنصات أدوات تحليلية تساعد على تتبع الترندات والمحتوى الأكثر تداولاً، يمكن أن يكون مفيدًا في فهم ما يشغل الرأي العام حول موضوع معين في فترة زمنية محددة.
التحديات تكمن في:
- انتشار المعلومات الخاطئة
واحدة من أكبر التحديات هي انتشار الشائعات والمعلومات غير الموثوقة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث يمكن للمعلومات غير الصحيحة أن تنتشر بسرعة، وتصبح متداولة بشكل كبير قبل أن اكتشافها أو تصحيحها.
- التحيزات الشخصية والمؤسساتية
قد تكون بعض المعلومات المنشورة على هذه المنصات متحيزة بطريقة غير مباشرة نتيجة لمواقف أو مصالح شخصية أو مؤسساتية، لذلك، يجب على الباحث أن يكون حذرًا ويستخدم التفكير النقدي عند التعامل مع هذه المعلومات.
- غياب التحقق من المصادر
على عكس المصادر الأكاديمية والإعلامية التقليدية، لا تخضع المعلومات المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي غالبًا لأي عملية مراجعة أو تحقق من الصحة، وهذا يعني أن على الباحثين بذل جهودهم للتحقق من مصداقية المحتوى.
- التوجه نحو الترفيه بدلاً عن المعرفة
غالبًا ما تركز بعض المنصات على المحتوى الترفيهي الذي يجذب الانتباه أكثر من المحتوى العلمي أو الأكاديمي، مما يجعلها غير موثوقة كمصدر رئيسي للبحث المتخصص.
تختلف منصات التواصل الاجتماعي في طبيعتها والمحتوى الذي تقدمه، وكل منصة لها ميزاتها الخاصة التي تجعلها مناسبة لنوع معين من البحث.
فإذا كنت تتصفح منصة إكس للبحث عن المعلومات، ننصحك باعتمادها للبحث عن:
- الأخبار العاجلة والمحتوى اللحظي مع ضرورة التأكد من موثوقية الجهة الناشرة.
- الآراء والتحليلات حول قضايا متنوعة كالرياضية والسياسية والاجتماعية وغيرها.
- الإعلانات الرسمية لأن الكثير من الجهات الحكومية والشركات الكبرى تستخدم منصة إكس لنشر إعلاناتها.
أما منصة إنستجرام فهي مثالية للبحث عن:
- التصوير والفنون البصرية كونها وجهة للباحثين عن الإلهام البصري والصور الإبداعية والشركات التي تنشر أعمالها الفنية.
- الأزياء والموضة كونها مقصدًا للمهتمين بمتابعة حسابات مؤثرة وعلامات تجارية مؤثرة بمجال أحدث صيحات الموضة والإلهام في عالم الأزياء.
وتتميز منصة لينكد إن بكونها مقصدًا للباحثين عن:
- الأبحاث الأكاديمية والمهنية والمقالات التي ينشرها المتخصصون في مجالات مختلفة.
- فرص العمل والشبكات المهنية لأنها منصة تجمع الموظفين وأصحاب العمل والباحثين عن عمل.
- التدريبات والدورات التي تعلن عنها العديد من الشركات في مختلف المجالات.
وعبر اليوتيوب يمكن الاستفادة من:
- المحتوى التعليمي كونه يحتوي على عدد لا يحصى من الفيديوهات التعليمية التي تغطي جميع المجالات، من العلوم والتكنولوجيا إلى الفنون والرياضة وغيرها.
- الدروس والشروحات حيث يمكن العثور على شروحات تفصيلية لأي موضوع تقريبًا، مثل تعلم البرمجة، تحسين المهارات المهنية، أو حتى تعلم لغة جديدة.
- المراجعات والآراء حيث يعتبر يوتيوب مكانًا لمراجعات المنتجات والخدمات.
وأخيرًا التيك توك الذي يمكّنك من البحث عن:
- المحتوى التعليمي المختصر لأنه يشتهر بمقاطع الفيديو القصيرة والمختصرة حسب تفضيلات المتابعين.
- الاتجاهات والترندات حيث يمكن تتبع أحدث الاتجاهات في الموسيقى، الموضة، والأخبار عبر تيك توك.
- النصائح الحياتية اليومية لوجود مستخدمين يقدمون نصائح سريعة حول الحياة اليومية، من الطبخ إلى اللياقة والمنتجات المنزلية.
في النهاية.. نرى أنّ مواقع التواصل الاجتماعي تعتبر موثوقة للبحث عن المعلومات بشرط التأكد من مصداقية الجهة وموثوقيتها، وصحة المعلومات المطروحة خصوصًا إذا ارتبطت بحياتنا اليومية وصحتنا وأطفالنا.