اهتمام المنشآت بالهوية البصرية لا يقل أهمية عن سعيها إلى تحقيق أهدافها، فهي بذلك تعكس شخصية علامتها التجارية، وتعزز صورتها الذهنية لدى العملاء، وتسهّل عملية التواصل بينها وبينهم فضلًا عن توحيد اتجاهاتها الاتصالية والتسويقية.
كم مرة تعرفت على علامة تجارية
من ألوانها وخطوطها وشعارها اللفظي وعباراتها قبل رؤية اسمها؟
ماذا تعني الهوية البصرية؟
الهوية البصرية هي الوجود المرئي لمنشأتك، ويتسع مفهومها إلى ما هو أبعد من الشعار أو الاسم، لتشمل الألوان والخطوط والكلمات والعبارات والشعارات اللفظية والقيمة -value- للمنشأة.
وتمثل الهوية البصرية العناصر الداخلة في تكوين أي علامة تجارية؛ لأنك من خلالها تقدر تتعرف عليها حتى لو كان اسمها غير مكتوب عليها، يعني مثلًا “أبل” نعرفها من شكل شعارها، “وماكدونالدز” نعرفه من شعاره اللفظي
عناصر تعبّر عن الهوية البصرية:
- مقر الشركة
- الملابس الرسمية للموظفين
- الموقع الإلكتروني
- البريد الإلكتروني
- المطبوعات
تكمن أهمية الهوية البصرية لكل منشأة في كونها:
- تعبّر عن رؤيتها ورسالتها.
- واجهة لأعمالها.
- تحافظ على حقوقها القانونية.
- تعزز انتماء موظفيها.
الفرق بين الهوية البصرية والعلامة التجارية
كثير من الأشخاص يعتقدون أنّ الهوية البصرية هي نفسها العلامة التجارية؛ لكنها تختلف بدورها وقيمتها، حيث إنّ للهوية البصرية دور يرتبط بالعلامة التجارية، وهذا يعني أنّ الهوية البصرية تأتي بعد إنشاء العلامة التجارية وتعمل تحت ظلها.
أما العلامة التجارية تدل على “قيمة” معيّنة يحصل عليها العميل، مثل ما يفعل العميل تمامًا حين يبحث عن منتج قيّم باسمه؛ بسبب جودته أو تميّزه أو قدرته على إشباع جانب محدد يهتم به العميل سواء نفسي أو اجتماعي أو صحي وغيره.
كيف تصنع هويتك البصرية؟
من خلال الإجابة عن ثلاثة أسئلة محددة توضّح توجهاتك في بناء علامتك التجارية، ستبني هويتك البصرية، وهي:
- من أنت؟
تعريفك لصورة المنشأة وكيفية ظهورها حسب طبيعة جمهورك، ثم بناء المنتج المناسب لهم.
- ما هو منتجك؟
اختيار المنتج يساعدك في تحديد الرسائل الاتصالية المقدمة إلى جمهورك المستهدف.
- من جمهورك؟
تحديد جمهورك يعتمد على طبيعة منتجك المقدم إليهم، فإذا كان منتجك عبارة عن ملابس نسائية فاختيارك لجمهورك سيعتمد على نوع منتجك، وهكذا.
نماذج مميزة لشركات يعرفها العملاء من عباراتها وألوانها وشكل شعارها
“روب جانوف” هو من صمم شعار “أبل” وهدفه الجمع بين البساطة والجمال والتقنية، وقضمة التفاحة تعبّر عن التجربة! فالقضمة الأولى تجعلك متشوق للقضمة الثانية والثالثة وهكذا؛ لذلك هوية أبل ارتبطت بالتفاحة المقضومة، وبلونها المعتاد والمميز عن جميع المنافسين.
اسأل طفلًا يدرك الأجهزة التقنية، بماذا تذكّرك التفاحة؟ سيخبرك أنها تذكّره بشعار “أبل” وهذا ما تعنيه الهوية البصرية.
أما في عالم المشروبات الغازية، تتصدر “كوكا كولا” المشهد بهويتها البصرية وشعاراتها اللفظية واهتمامها بالتفاصيل الخارجية والطعم المُنعش، وهذا ما خلّدته كوكاكولا في ذهن العميل، الجودة والتفرد.
لو عرضت على شخص علبة زجاجية لكوكاكولا بلا شعار، أو علبة كوكاكولا الحمراء بلا شعار، سيخطر في ذهنه كوكاكولا مباشرة، وهذا ما تعكسه الهوية البصرية.